Join the new world

بين القبور

إن مروءه الدهر تتلون بنا بتلون الآزمان فكان لكل لون قبر ومكان وبين تلك القبور يجلس شخص حكيم . بين الناس مزعور وبين الاموات حنون قالوا عنه مجنون ولكن الحقيقه انه علم ان نهايه الكون قبر وسكون .
أخذ هذا الرجل يبيت مع القبور وأخذت الهلاوس تسيطر عليه وفى ليله ظلماء أخذ يسير مسرعاً بين القبور فسقط وكأن روحه طافت لتتعارف على جيران سكن معهم ولم يحدثم ولم يحدثوه
وجد قبراً عليه دماً فكان كلما اقترب منه سمع صوت صراخ وسيوف ورصاص وصهيل فنادى ياساكن هذا المكان من انت : فأجاب انا الفتنه التى احياها الناس انا الفتنه التى اودعت الناس القبور واوجعت قلوب الامهات انا سبب السيف والرصاص وانا سبب صهيل كل حصان حانق على الاحداث
انا من جعلت الاخ يقتل آخاه أتيت لهم من وكر الاعداء . عندما تجدنى تجد الموت والخراب وتشم رائحه النار والسراب .
ذهب هذا الرجل مسرعاً يدعوا على صاحب هذا القبر ليجد نفسه الى جانب قبر به سكينه وخضار يشتم منه رائحه مسك ومحبه ,يشتم سلام وسكون لا يريد ان ينقطع يقترب حينها من القبر يلقى السلام ليجد من يجيبه بالسلام يدعوه بالمحبه ويعطره بطيب اللسان . قال انا الرحمه التى اودعتنى الفتنه فى القبور انتظر حتى اعود اسكن القلوب لأعيد سكينه الفؤاد , والخضار للصحراء واعطر الكلام بالمسك وانشر المحبه والسلام
طلب الرجل من الرحمه ان تعود فقالت : لن اعود مادام بنى البشر على هذا الحال لن اعود الا لما يستقيم عود هذا الكون ويعى الانسان مكانى واجد الفتنه فى القبور حينها سأعود ...
ذهب الرجل بعد ان توسل وتوسل ولكن بلا فائده ذهب وهو حزين لم يعد يريد ان يرى مزيد من القبور ..
فجأه استيقظ الرجل من غيبوبته لينهض ويزيل لحيته يطيب ملابسه ويخرج من بين المقابر الى اعلى مأذنه ويصرخ أيها القوم أيها القوم أهدأو لعل الرحمه تعود واخذ يكرر ويكرر .. فنظر اليه رجل خبيث سكنت الفتنه قلبه واستغل الدين قائلاً لا تدعوا مجنوناً يعتلى المنبر وأخذ يشيد بقوم على قوم والجل يصرخ ويصرخ حتى ان طالته رصاصه من احدى الفرقتان المتقاتلاتان فسقط من المنبر وهو يقول الرحمه لن تعود لن تعود.....

قلم : إيمان عاطف عمر
قصة بين القبور

اتمني ان تكون عجبتكم القصه 🙂
هذه القصه مكتوبه في تاريخ 6/4/2013