!جيفارا .. صرخة في وجه الظلم _Guevara .. scream in the face of injustice!

Day 2,741, 01:00 • Published in Egypt Iran • by Ahmad Abo Allayl


"إن مقاومة الظلم لا يحددها الانتماء لدين أو عرق أو مذهب، بل يحددها طبيعة النفس البشرية التي تأبى الاستعباد وتسعى للحرية.”

كبرياء العالم اجتمع في صورته وهو يدخن السيجار الكوبي الفاخر، كان يتمتع بكاريزما عالمية، لكنه ألقى كل ذلك خلف ظهره ووهب حياته للفقراء والمظلومين، امتهن الدفاع عنهم دون مقابل، كان بإنسانيته طوق نجاة لهم .. وبقعة ضوء وسط ظلام حالك .. إنه تشي جيفارا ..

من هو جيفارا؟


هو طبيب وكاتب وشاعر وثوري وقيادي من الدرجة الأولى ولد في الأرجنتين عام 1928 ، يعتقد البعض أنه كوبي الجنسية نظراً للدور الهام الذي لعبه في الثورة الكوبية، لكن جيفارا لم يكن مهتماً بتلك التصنيفات، بداية من الجنسية مروراً بالدين وحتى اللون والعرق إلخ، يكفي أن انساناً تعرض للظلم ليحارب من أجله ويدافع عنه حتى آخر قطرة من دمه، الرباط الوحيد الذي يعترف به جيفارا هو الإنسانية، فهي وحدها التي تربط البشر ببعضهم، عدا ذلك لا يهم.

يقول عنه والده: ” إن ابني تجري في عروقه دماء المتمردين الأيرلنديين.” لم يكن يقصد والده الإشارة إلى أصوله الأيرلندية فقط، بقدر ما كان يعني الإشارة إلى النضال والحماس الذي يسير في عروق جيفارا منذ نعومة أظافره.

جيفارا كان محباً للحياة، فبالرغم من إصابته بمرض الربو في سن مبكرة إلا أن ذلك لم يمنعه من ممارسه هواياته، فقد كان رياضياً من الدرجة الأولى ، تعلم السباحة وكرة القدم والرماية، وعشق قيادة الدرجات بجنون ثوري لا يخاف شيئاً!

جيفارا كان فناناً أيضاً، كاتباً موهوباً وشاعراً وقارئاً نهماً، كل هذه الهوايات والمواهب كونت شخصية جيفارا التي تستعصي على التكرار، شخصية متقدة الذكاء حادة الإدراك، وهب نفسه للمظلومين والدفاع عنهم، تألم للمرضى، وأحس بحاجة الفقراء، باختصار كرس حياته في محاربة الظلم وتحرير العالم من الطبقية، ومن ذلك العراك غير المرئي بين الطبقات المخملية والطبقات البسيطة المطحونة.

بداية النضال


في عام 1953 قرر جيفارا خوض رحلة إلى جميع أنحاء أمريكا اللاتينية على دراجة نارية، برفقة صديقه “ألبيرتو غرانادو” ، حينها لم يكن جيفارا تخرج من كلية الطب بعد، كانت هذه الرحلة هى الشعلة التي أوقدت نيران الثورة بداخل جيفارا..

الظلم الذي رآه في عيون الفقراء والمزارعين البسطاء جعله يشعر بأن هناك خطأ ما في هذه المنظومة، لم يغادر مخيلة جيفارا مشهد الفلاح البسيط الذي يعمل في أراضي الأثرياء بدمه قبل عرقه، حينها استنتج جيفارا بأن الحل يكمن في ثورة، ثورة تقضي على هذا التفاوت الاقتصادي المهول.

دون جيفارا ملاحظاته طوال الرحلة في مذاكرته التي أسماها فيما بعد ” يوميات دراجة نارية” والتي أصبحت أحد أكثر الكتب مبيعاً في العالم.

لم تغادر ثلاثية الجوع والفقر والمرض قلب ولا عقل جيفارا، عاد إلى الأرجنتين محملاً بآلام الفقراء، مشغولاً بمرضاهم وجياعهم، حينها لم يجد من الثورة مفر، إنها الثورة تنادي، لقد حان الوقت لطي الطب جانباً، والسير في دروب السياسة الموحشة، إنه الحل الوحيد لرفع الظلم الواقع على الفقراء، وبالفعل لم يلبث كثيراً حتى أصبح أحد أهم أعضاء العصابات المسلحة التي تعمل على إسقاط النظام في كوبا.

المحطة الأولى : كوبا


التقى جيفارا براؤول وفيدل كاسترو في مدينة مكسيكو، كانا حينها يخططان لثورة تطيح بنظام الرئيس الكوبي “فولغينسيو باتيستا” الذي كان يتم دعمه من قبل الولايات المتحدة، لم يتردد جيفارا للحظة وأعلن انضمامه في حركة 26 يوليو، وسرعان ما اشتهر جيفارا وصقلت مكانته بين المسلحين، إلى أن تمت ترقيته إلى الرجل الثاني، ولقب حينها بعقل الثورة.

نجحت الثورة الكوبية في إسقاط النظام، وتم منح جيفارا الجنسية الكوبية، كما تم تعيينه مديراً للمصرف المركزي ، ووزيراً للصناعة وممثلاً لكوبا في الخارج ومتحدثا باسمها في الأمم المتحدة.

“إن الثورة تتجمد وإن الثوار ينتابهم الصقيع حين يجلسون فوق الكراسي، وأنا لا أستطيع أن أعيش ودماء الثورة مجمدة داخلي.”

في أكتوبر 1965 أرسل غيفارا رسالة إلى كاسترو يعلن فيها تخليه عن منصبه في الحزب، ومنصبه كوزير أيضاً وكافة المناصب التي شغلها، موضحاً أن مكانه الحقيقي بين جموع الشعب بين الفقراء والمظلومين، لا مباني الوزارات والتنقل بين المناصب، مؤكداً ان ذلك لن ينقص من حبه لكوبا شيئاً ولن ينسيه أيام النضال العظيمة.

المحطة الثانية : الكونغو


بعد رسالته هذه غادر غيفارا كوبا متجهاً إلى الكونغو لخلق ثورة جديدة وتمرد جديد، لكنه لم يربح هذه المرة بسبب تواطؤ مرتزقة جنوب أفريقيا والمنفيين الكوبيين مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لإفشال خطط غيفارا.

حيث تمكنت الولايات المتحدة من مراقبته ورصد كافة تحركاته، وكانت على علم بمكانه وبالخطط التي يسعى في تحقيقها وكافة الأنشطة.

وقد لخص جيفارا فشل الثورة في الكونغو في مذكراته في ثلاث نقاط:

– الصراع الداخلي بين جيش الكونغو وعدم تعاونه مع جيفارا وفريقه.

– غياب الإرادة والحماس وروح الثورة في الجيش، فضلاً عن فساد القادة.

– لم تكن هناك نية للقتال أو للقيام بثورة من الأساس.

المحطة الثالثة والأخيرة : بوليفيا


بعد خيبة الأمل التي عاشها جيفارا في إفريقيا، راسله “كاسترو” رفيق السلاح في كوبا، وطلب منه الذهاب إلى بوليفيا تحديداً وادي نانكاهوازو حيث قام بشراء قطعة أرض خصصها لجيفارا لتكون قاعدة للثوار، ومعسكراً للتدريب.

وافق جيفارا وبدأ التدريبات، وأطلق على قواته “جيش التحرير الوطني” وبالرغم من التدريبات العسكرية المستمرة والخطط الممنهجة جيداً إلا أن الفشل كان حليفه مرة أخرى على أرض بوليفيا.

ويعود هذا الفشل إلى عدة أسباب ، أبرزها:

– عمل الجيش البوليفي تحت أوامر القوات الخاصة الأمريكية.

– استهداف جيفارا ومراقبته من قبل الولايات المتحدة التي أرسلت قوات خاصة لإحباط كافة الحركات الثورية.

– وأخيراً لم يرغب أحد من سكان بوليفيا الإنضمام إلى قوات جيفارا الذي كان ثائراً وحده وسط قطعان من المتهاونين المتخاذلين!

وفي السابع من أكتوبر، قام فيليكس رودريغيز، وهو أحد الكوبيين الذين عملوا لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بالإدلاء بمكان جيفارا وقواته، فقام الجيش البوليفي بالقبض على جيفارا وأعوانه، الذين اقتيدوا إلى مدرسة بإحدى القرى النائية للاستجواب.

رحيله


” كان يشبه المسيح .. وجثته ممددة على البلاط الخرساني في غرفة الغسيل في مستشفى نوسترا دي مالطا”
الموديفار لصحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل

في 9 أكتوبر أمر الرئيس البوليفي “رينيه باريينتوس” بقتل غيفارا، فقام الضابط المكلف بقتله بـإطلاق 9 رصاصات في أماكن متفرقة من جسده!

بعد إعدامه تم بتر يديه وإرسالها إلى الأرجنتين لمقارنة البصمات الموجودة لدى الشرطة ببصامته، لم يزل المكان الذي دفن به جيفارا مجهولاً حتى الآن، بالرغم من الأقاويل الكثيرة التي تزعم أنها على علم بالمكان الحقيقي.

إن جيفارا لم يكن مجرد ثوري فحسب، بل كان إنساناً من الدرجة الأولى، لولا إنسانيته وآدميته ما تألم للفقراء والمظلومين، والدرس الأهم الذي علمنا إياه جيفارا انه لم يكن يأبه بجنسية أو دين أو لون أو عرق ، يكفي أن هناك شخص ما على هذه البسيطة يتعرض للظلم ليترك كل ما وراءه ويذهب لتحريره، إنها الإنسانية في أسمى صورها ..




"The injustice is not determined by the resistance of belonging to a race or religion or doctrine, but determined by the nature of the human soul that refuses to slavery and seeking freedom."

The pride of the world met in his image, smoking a fine Cuban cigars, he enjoyed universal charisma, but he threw it all behind his back and gave his life for the poor and the oppressed, abused defend them free of charge, it was his humanity lifeline to them .. and spot light amid darkness .. It Che Guevara ..

Who is Guevara?


Is a doctor, writer and poet, revolutionary and leader of the first class was born in Argentina in 1928, some believe that Kobe sexual view of the important role he played in the Cuban revolution, but Guevara was not interested in those categories, the beginning of citizenship through religion and even color, race, etc., it is enough that a man subjected to injustice, to fight for it and defend it until the last drop of his blood, The only link recognized by Guevara is humanity, which alone connect people with each other, except that it does not matter

Says his father: "My son is taking place in his veins the blood of the Irish rebels." It was not intended to refer to his father and Irish assets only, as it was meant to signal the struggle and enthusiasm, which runs in the veins of Guevara since he was a boy.

Guevara was a lover of life, despite the illness of asthma at an early age but that did not prevent him from exercising his hobbies, he was an athlete of the first class, learn to swim, soccer, archery, and a passion for grades insanely revolutionary leadership not afraid of anything!

Guevara was an artist too, a writer gifted poet and an avid reader, all these hobbies and talents formed a personal Guevara that defies repetition, personal ardent wits sharp perception, gave himself to the oppressed and their defense, suffered for patients, and felt the need of the poor, in short devoted his life to fighting injustice and free the world of the class, and that the fight is not visible between layers and layers velvet Statistics ground.

The beginning of the struggle


In 1953, Guevara decided to fight a trip across Latin America on a motorcycle, accompanied by his friend, "Alberto Granado," then it was not Guevara graduated from the Faculty of Medicine after, this journey is the torch that lit a fire inside the revolution, Guevara ..

The injustice he saw in the eyes of the poor and farmers simple make him feel that there is something wrong in the system, did not leave the imagination of Guevara simple peasant who works in the territory of the wealthy in his own blood before the race scene, then concluded Guevara that the solution lies in the revolution, a revolution eliminate this appalling economic inequality .

Without Guevara in his remarks during the flight in His diary which he called as "motorcycle diaries" which became a best-selling books in the world.

Not leave the three-hunger, poverty, disease heart and mind Guevara, he returned to Argentina blaming the pain of the poor, busy their patients and their hungry, then did not find the revolution inevitable, it is the revolution calls, it's time folding Medicine aside, and walk in the paths of dreary politics, it is the only solution to lift injustice done to the poor, and already much was soon to become one of the most important members of the armed gangs operating on the overthrow of the regime in Cuba.

First stop: Cuba


Met Guevara, Raul and Fidel Castro in Mexico City, who were then planning to revolt toppled Cuban President "Vogheincio Batista" which was being supported by the United States system, Guevara did not hesitate for a moment and announced joining the 26th of July Movement, and soon became famous Guevara and polished its place among the insurgents, that he was promoted to the second man, and then the title of mind revolution.

Cuban revolution succeeded in toppling the regime, it has been awarded Guevara Cuban nationality, as he was appointed director of the Central Bank, and minister of industry and a representative of Cuba abroad and a spokesman at the United Nations.

"The Revolution, although the rebels who feel freeze frost while sitting on the chairs, and I can not live and frozen blood of an internal revolution."

In October 1965, Guevara sent a message to Castro announcing abandoning his post in the party, and the office also as a minister and all positions filled, explaining that the real place among the crowds of people between the poor and the oppressed, not buildings ministries and movement between positions, stressing that it will not detract from his love for Cuba something will not forget it the great days of struggle.

Second leg: Congo


After this mission Guevara left Cuba heading to Congo to create a new revolution and a new rebellion, but he did not win this time because of the complicity of mercenaries and South Africa with Cuban exiles and the CIA to thwart Guevara plans.

Where the United States has been able to control and monitor all his movements, and were aware of his whereabouts and plans that seeks to achieve and all activities.

Guevara summed up the failure of the revolution in the Congo in his memoirs in three points:

- Internal conflict between the Congolese army and not cooperating with Guevara and his team.

- The absence of the will and the enthusiasm and the spirit of the revolution in the military, as well as the corruption of the leaders.

- There were not the intention of fighting or a revolution from the ground up.

The third and final: Bolivia station


After the disappointment experienced by Guevara in Africa-sending "Castro" comrade in arms in Cuba, and asked him to go to Bolivia specifically Nankahoazo Valley, where he bought a piece of land allocated for Guevara to be the base for the rebels, and a training camp.

Guevara agreed and began workouts, and fired on its troops "National Liberation Army" and in spite of the ongoing military exercises and systematic plans well, but the failure was his ally again on the land of Bolivia.

This failure is due to several reasons, most notably:

- Bolivian military action under US special forces command.

- Targeting Guevara and monitored by the United States, which sent special forces to thwart all revolutionary movements.

- And finally did one of Bolivia's population wants to join forces Guevara, who was flustered alone amid herds of diligently defeatists!

On the seventh of October, the Felix Rodriguez, a Cuban who worked for the US Central Intelligence Agency to make important Guevara and his troops, he took the Bolivian army to arrest Guevara and his aides, who were taken to a school in one of the remote villages for questioning.

His departure


"It was similar to Christ .. and his body was lying on the concrete tiles in the laundry room in Nostra de Malta Hospital"
Modevar for the San Francisco Chronicle

On October 9, Bolivian President "Rene Barrientos," ordered the killing of Guevara, he took the officer to kill him in charge of the launch of nine bullets in different parts of his body!

After his execution his hands were amputated and sent to Argentina to compare the fingerprints found in police with his fingerprints , it is still the place where Guevara was buried by unknown until now, despite the many rumors which claim to be aware of the real place.

The Guevara was not just only a revolutionary, but he was a man of first-class, but for his humanity and his humanity what hurt the poor and the oppressed, the most important lesson taught by Guevara that he did not care about the nationality, religion or color or race, enough that there is someone on this simple exposed injustice to leave everything behind and go to edit it, it is humanity in the highest forms ..